واما اليتيم فلا تقهر

واما اليتيم فلا تقهر
يفقد الانسان شيئا كبيرا حين يفقد الأب أو الأم ويكتسب الانسان صفة جديدة هى اليتم ..واليتم منبع الاحزان لا نهاية لها ، ومن المدهش ان الله تبارك وتعالى اختار كثيرا من أنبيائه يتامى ‘ فقد موسى عليه السلام والده ،وولد عيسى عليه السلام بغير أب ،وجاء خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم يتيم الأب ثم ماتت أمه.لم تكن محض مصادفة ان الله تعالى يختار كثيرا من أنبيائه من بين اليتامى لان اليتيم بحكم صلته بالأحزان يكون أقدر على حمل أحزان البشر وهو بحكم تكوينه تصير الرقة الحزينة جزءا من كيانه .
ولقد حذر الخالق الذين يأكلون أموال اليتامى بسوء العاقبة ..
قال تعالى "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
وأمر الله تعالى اتباع دينه بإحسان معاملة اليتيم واستخدم النص القرآنى تعبير القهر فى قوله تعالى "وأما اليتيم فلا تقهر "والأصل ان اليتيم مقهور ومن ثم وجب على المؤمنين اتقاء قهر من هو مقهور أصلا .
وقد روى عن رسول الله (ص) قوله "أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهذا وضم اصبعه الوسطى والسبابة "
ولقد وعد الرسول من يسعد اليتيم برضا الرحمن ومثوبته.
والاصل ان الرحمة حين تشبع بين افراد المجتمع يكون ذلك دليلا على صلاح المجتمع فإذا قست القلوب وتحجرت فسد النسيج الحيوى للمجتمع وناء الناس جميعا تحت إحساس قاهر بالضيق والبؤس الغامضين .
لننظر حولنا فى اليتامى الذين تمتلىء الحياة بهم وليحاول كل واحد يرسم ابتسامة على وجه يتيم أو يمسح دمعه من وجهه.